الصفحة الرئيسية
>
آيـــة
{وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ} إنه لا بد للإسلام من قوة ينطلق بها في الأرض لتحرير الإنسان، وأول ما تفعله هذه القوة في حقل الدعوة:
أن تؤمن الذين يختارون هذه العقيدة على حريتهم في اختيارها، فلا يصدوا عنها، ولا يفتنوا كذلك بعد اعتناقها.
الأمر الثاني: أن ترهب أعداء الله ـ الظاهرين منهم الذين يعلمهم المسلمون، ومن وراءهم ممن لا يعرفونهم ـ فلا يفكروا في الاعتداء على دار الإسلام التي تحميها تلك القوة.
الأمر الثالث: أن يبلغ الرعب بهؤلاء الأعداء أن لا يفكروا في الوقوف في وجه المد الإسلامي وهو ينطلق لتحرير الإنسان كله في الأرض كلها.
الأمر الرابع: أن تحطم هذه القوة كل قوة في الأرض تتخذ لنفسها صفة الألوهية فتحكم الناس بشرائعها هي وسلطانها، ولا تعترف بأن الألوهية لله وحده...والحاكمية لله وحده.
وينبغي للمسلم وهو يعلن هذه الحقيقة الكبرى ألا يستشعر الخجل من طبيعة منهجه الرباني...ينبغي أن يذكر أن الإسلام إنما ينطلق لإعلان تحرير الإنسان بتقري ألوهية الله وحده وتحطيم ألوهية العبيد...فهو لا ينطلق لتقرير سلطان أو زعيم...ولا ينطلق بمنهج قاصر من صنع بشر كالشيوعية...ولا ينطلق لاستغلال الأسواق والخامات كالرأسمالية الغربية...إنما ينطلق بمنهج من صنع العليم الحكيم الخبير البصير.
هذه هي الحقيقة الكبيرة التي يجب أن يدركها المهزومون الذين يقفوا بالدين موقف الدفاع وهم يعتذرون عن المد والجهاد الإسلامي.
وأما عن حدود الإعداد التي كلف الله بها المسلمين فهي حدود الطاقة حتى إلى أقصاها، بحيث لا تقعد العصبة المسلمة عن سبب من أسباب القوة لا يدخل في طاقتها.
ولما كان إعداد العدة يستلزم أموالا، وكان النظام الإسلامي كله يقوم على التكافل فقد اقترنت الدعوة للجهاد بالدعوة إلى إنفاق المال في سبيل الله مع الوعد من الله جل وعلا بالوفاء بهذا المال {وما تنفقوا من شيء في سبيل الله يوف إليكم وأنت لا تظلمون}.
المزيد |